أكد وزير الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والتشغيل والكفاءات، السيد يونس السكوري، يوم الإثنين، أن نظام التكوين المهني أضحى اليوم، أكثر من أي وقت مضى، أولوية لا محيد عنها لتقديم إجابات ملموسة لحاجيات المقاولات من الكفاءات.
وأشار الوزير، في كلمة خلال افتتاح أشغال الدورة الرابعة للأيام الموضوعاتية “Pro’Days” التي ينظمها مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل، إلى أن “نظام التكوين المهني أضحى اليوم، أكثر من أي وقت مضى، أولوية لا محيد عنها من أجل تقديم إجابات ملموسة لحاجيات المقاولات من الكفاءات، والقدرة على التوفيق بين منظومة التكوين والتشغيل وحاجيات سوق الشغل”.
وسجل السيد السكوري، الذي كان يتحدث عبر تقنية التناظر المرئي، أن خارطة طريق التكوين المهني، التي ق دمت بين يدي صاحب الجلالة الملك محمد السادس في 4 أبريل 2019 ، (والتي تمت بلورتها وفقا للتوجيهات الملكية)، تطمح إلى النهوض بالعرض التكويني، من خلال تنويع عرض التكوين المهني والانفتاح على تخصصات جديدة، لاسيما القطاعات الأساسية للتنمية المستدامة بالمملكة.
وبعدما أكد أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس ما فتئ يضع قضايا البيئة والتنمية المستدامة في صلب انشغالاته، وأن تعليماته الملكية السامية ت رجمت من خلال النموذج التنموي الجديد الذي يروم تحقيق تنمية مستدامة وفعالة، سجل السيد السكوري أن “النموذج التنموي الجديد يعتبر مسألة تعزيز كفاءات الموارد البشرية من خلال التعليم والتكوين المهني أحد العناصر المهمة والأساسية لضمان نمو أخضر ومستقر ودائم، إذا كنا نطمح إلى أن تكون بلادنا في منأى عن العوامل التي تحد من التنمية المستدامة”.
وأكد الوزير، من جهة أخرى، أن هذا الحدث المنظم تحت شعار”تشجيع المهن الخضراء: ضرورة للتنمية المستدامة”، يكتسي أهمية كبيرة بالنسبة للمغرب ويشكل منصة لتقاسم وتبادل التجارب في المجال، فضلا عن كونه فرصة لالتئام كافة الفاعلين في منظومة التنمية المستدامة حول موضوع تشجيع المهن الخضراء، وارتباطها بقضايا التنمية الاقتصادية والتشغيل والبيئة والتنمية الاجتماعية.
وتابع السيد السكوري أن “الدرس الذي يعلمنا إياه الانتقال البيئي هو تقاسم المعلومات ودمقرطة النقاشات والقرارات، والمشاركة الفاعلة للمهنيين والشباب والشركاء الجهويين والمقاولات وجميع الفاعلين الاقتصاديين، والبلورة الجماعية للحلول الإيجابية، مسجلا أن الانتقال نحو اقتصاد أخضر يفرض نفسه من أجل تشجيع التنمية الاقتصادية والاستثمار، مع الرفع من جودة البيئة، في العديد من القطاعات من ضمنها الطاقة والبناء والفلاحة والصناعة والنقل والنفايات والغابات”.
من جهة أخرى، أشاد الوزير بانخراط كافة الأطراف المعنية سواء المؤسساتيين أو المنتمين لعالم الأعمال في تنشيط هذه الأيام الموضوعاتية، مضيفا أن “هذا يؤكد مرة أخرى على نجاح المقاربة التي اعتمدها نظام التكوين المهني الوطني، الذي يرتكز على تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص باعتبارها قاطرة لا محيد عنها لرفع التحديات في مجال تعبئة الكفاءات والموارد البشرية المؤهلة”.
وأشار إلى أن “هذه الأيام الموضوعاتية تشكل، في تصور نظامنا الخاص بالتكوين المهني، مقاربة يتعين اتباعها والتأكيد عليها قدر الإمكان، حتى يكون الخيط الناظم لعملنا في مجال التكوين المهني منبثقا بشكل مباشر من الواقع الميداني، ويستجيب للحاجيات الملموسة في مجال التشغيل سواء المتعلقة بالفاعلين الاقتصاديين أو الشباب الذين يستفيدون منها”، داعيا شركاء القطاعات الاقتصادية إلى تقاسم خبراتهم ومعارفهم في هذا المجال.
وشدد الوزير على أنه “سيكون لذلك، من دون أدى شك، تأثير إيجابي على النهوض بتكوين الشباب، وتعزيز قابلية التشغيل لديهم، وضمان انتقال أفضل لبلادنا إلى الاقتصاد الأخضر”.
يذكر أن هذا اللقاء، الذي أقيم بالمعهد المتخصص في مهن ترحيل الخدمات والتكنولوجيات الحديثة للإعلام والاتصال، جرى بحضور، على الخصوص، والي جهة طنجة – تطوان – الحسيمة، محمد مهيدية، ورئيس مجلس الجهة عمر مورو، والكاتب العام لقطاع التكوين المهني، والمديرة العامة لمكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل، لبنى طريشة، والمدير العام لوكالة إنعاش وتنمية أقاليم الشمال منير البيوسفي، ورئيس فرع الاتحاد العام لمقاولات المغرب بجهة الشمال، عادل الرايس، ورؤساء فيدراليات وجمعيات مهنية، وخبراء مغاربة وأجانب.
وتشكل هذه التظاهرة فضاء للتبادل والنقاش بين متدربي مختلف المؤسسات التابعة لمكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل على الصعيد الوطني ومهنيي مختلف القطاعات، لتقديم أجوبة ملموسة على الأسئلة المتعلقة بالمتطلبات المهنية للوظيفة، والكفاءات الضرورية لكل مهنة على حدة، وكذا المساهمة الفردية لكل متدرب في إنجاح مؤسسة ما.