قام وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، السيد شكيب بنموسى، يوم الثلاثاء، بزيارة إلى مؤسستين تعليميتين واقعتين بالجماعة القروية أوريكة (إقليم الحوز)، للوقوف على الإجراءات المتخذة برسم الدخول المدرسي الحالي.
وهكذا، قام السيد بنموسى بزيارة إلى ثانوية المختار السوسي التأهيلية (جماعة أوريكة) التي تمثل نموذجا، من حيث تعبئة مختلف الشركاء، ومن بينهم، على الخصوص، جمعية آباء وأولياء التلاميذ، وجمعيات المجتمع المدني والمجلس الجماعي لأوريكة، من أجل النهوض بتجودة التعليم.
وقامت جمعية آباء وأولياء التلاميذ بجهود كبيرة من أجل تحسين جودة التعلمات بهذه المؤسسة، من خلال إصلاح صهريج الماء والمضخات، وتزويد المؤسسة بالكشافات الضوئية وبالمصابيح، وتوفير آلات النسخ وإصلاح الكهرباء والمشاركة في الأنشطة الخاصة بالحياة المدرسية. من جهته، عمل المجلس الجماعي على تأهيل المساحات الخضراء، وعلى إعادة تهيئة الفضاء الموجه لاحتضان الأنشطة الرياضية، وتوفير الدعم اللوجستي لأنشطة الحياة المدرسية.
أما جمعية المستقبل فقامت، من جانبها، بإصلاح قاعة المطالعة، والإسهام في أنشطة المهارات الناعمة. وتميزت هذه المؤسسة، التي تم إحداثها سنة 2015، بتطبيق البرنامج السنوي للأنشطة بنسبة 100 بالمئة، إضافة إلى نجاح برنامجها الخاص بالدعم المدرسي (200 ساعة خلال الأسدوس الأول، و300 ساعة خلال الأسدوس الثاني من السنة الماضية)، وكذا تفعيل مشروع “دعم تعزيز التسامح والسلوك المدني بالوسط المدرسي”.
وتشارك الثانوية، فضلا عن ذلك، بشكل منتظم في كافة الأنشطة والتظاهرات الرياضية والثقافية المنظمة على الصعيدين الجهوي والإقليمي، وكذا في مسابقة “تحدي القراءة العربي”. وقام السيد بنموسى، الذي كان مرفوقا بمدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة مراكش- آسفي، أحمد الكريمي، والمدير الإقليمي للتربية الوطنية بالحوز، وأطر الأكاديمية، بجولة في مختلف مرافق هذه الثانوية، التي حازت أربع جوائز جهوية، نظير جهودها الرامية إلى تجويد التعليم.
وعقد الوزير بالمناسبة اجتماعا مع أعضاء جمعية آباء وأولياء التلاميذ، خصص لتدارس مسألة تعبئة مختلف شركاء المنظومة التربوية، وتحديد الإكراهات والصعوبات التي تعيق النهوض بجودة التعليم على مستوى هذه الجماعة القروية. إثر ذلك، زار السيد بنموسى والوفد المرافق، المدرسة الجماعاتية ستي فاضمة بالجماعة القروية ستي فاضمة، التي افتتحت سنة 2021 بهذه المنطقة الجبلية، بغرض رفع معدلات التمدرس بالعالم القروي، وتطوير جودة التعليم، إضافة إلى تعزيز الولوج إلى التعليم، مع التشديد على ضرورة إدماج الفتيات وتكافؤ الفرص.
ويروم تشييد هذا النوع من المدارس الاستجابة بشكل أمثل لانتظارات الساكنة القروية، في تناغم مع خصوصيات المجالات الترابية، والظروف السوسيو-اقتصادية المحلية. وتتألف هذه المؤسسة، التي تضم 144 تلميذا، 54 منهم إناث، من 4 مراقد، ومطعم مدرسي، وملعب موجه للأنشطة الرياضية، إضافة إلى مرافق أخرى.
وأكد السيد بنموسى، في تصريح للصحافة، أن هذه الزيارة تروم الاطلاع على طريقة تسيير هذه المدرسة الجماعاتية، ووقعها الإيجابي في ما يتصل بالنهوض بجودة التعليم بالوسط القروي، مسلطا الضوء على هذه التجربة التي تمكن من استقبال التلاميذ في ظروف مواتية ومحاربة التسرب المدرسي. وأشاد بكون هذه المدرسة الجماعاتية تتميز أيضا بإرساء تجربة “مهمة” هي التخصص (اللغات الأمازيغية والعربية والفرنسية والرياضيات)، مبرزا أنه كان لها الأثر الكبير على جودة التعلمات، مشيرا إلى أنه سيتم تقييم هذه التجربة على الصعيد الوطني في أفق تعميمها.