جرى، يوم الأربعاء بالدار البيضاء، توقيع ثلاث اتفاقيات شراكة بين وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، وبورصة الدار البيضاء، والاتحاد العالمي للبورصات (WFE)، ومعهد تشارترد للأوراق المالية والاستثمار البريطاني (CISI)، بهدف تعزيز تكوين الشباب في مجال المالية.
ويأتي توقيع هذه الاتفاقيات في إطار تنفيذ المخطط الوطني لتسريع تحول منظومة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار (PACTE ESRI 2023)، ولا سيما في الشق المتعلق بانفتاح الجامعة على محيطها السوسيو اقتصادي والرفع من قابلية تشغيل الطلاب.
وتهم الاتفاقية الأولى، التي وقع عليها بالأحرف الأولى كل من وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، عبد اللطيف ميراوي، ورئيس مجلس إدارة بورصة الدار البيضاء، كمال مقداد، تنويع علاقات التعاون المثمر، وتعزيز التربية المالية لدى الطلاب، إلى جانب تطوير البحث في مجال الأسواق المالية.
وتهدف هذه الاتفاقية -الإطار للشراكة إلى مواكبة التنفيذ الفعال للمخطط الوطني لتسريع تحول منظومة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار في مجال التربية المالية وثقافة البورصة، وذلك من خلال شراكة استراتيجية متجددة.
وتشمل هذه الشراكة، من بين الإجراءات الرئيسية، تعبئة المنظومة وشركاء بورصة الدار البيضاء من أجل تعزيز قدرات الجامعات المغربية، وإطلاق البطولة الجامعية للبورصة، وتعميم غرف التداول، وإطلاق الجائزة الجامعية لمنحة دراسية بغية مكافأة أفضل الدراسات والأبحاث الجامعية في المجالات المتعلقة بالتربية المالية.
وتهدف الاتفاقية الثانية، الموقعة بين وزارة التعليم العالي وبورصة الدار البيضاء والاتحاد العالمي للبورصات، إلى نشر ثقافة البورصة لدى الطلاب والشباب، وتنفيذ إجراءات مشتركة لتعزيز التربية المالية لدى الطلاب، وتثمين البحث العلمي والولوج للمعطيات الدولية حول سوق البورصة.
أما الاتفاقية الثالثة، الموقعة أيضا بين وزارة التعليم العالي وبورصة الدار البيضاء ومعهد تشارترد للأوراق المالية والاستثمار، وهي إحدى الهيئات الدولية النشطة في مجال المهنة المالية والاستثمارية، فتروم تحسين جودة التربية والإدماج الماليين في صفوف الطلاب، وتطوير التكوينات التي تمنح الشهادات في مجال المالية لفائدة الطلاب والأساتذة، فضلا عن إنشاء مراكز معتمدة من طرف معهد تشارترد للأوراق المالية والاستثمار داخل الجامعات المغربية.
وفي كلمة المناسبة، قال السيد ميراوي إن قطاع التعليم العالي يحاول تسريع وتيرة التحول والتطوير وتحسين المنظومة الجامعية، مشددا على ضرورة التعجيل بتنفيذ مخططات تحويل المشهد الجامعي، وذلك من خلال تمكين الشباب وتعزيز القدرات وتطوير الكفاءات الأفقية.
كما أكد الوزير على ضرورة رفع عدد الشراكات المبرمة بين الجامعات والجهات والفاعلين الاقتصاديين بغية تعزيز صمود المنظومة الجامعية وترسيخ الثقافة العلمية لدى الشباب في مختلف المجالات، داعيا إلى إتاحة المزيد من التكوينات الهجينة ومراعاة جانب الإدماج في خطط العمل.
وفي هذا الصدد، دعا إلى تعبئة الأطراف الفاعلة الوطنية والدولية من أجل إتاحة تكوينات أكثر شمولا، لافتا إلى أن الإجراءات شبه الجامعية تمكن من تعزيز مبدأ الإنصاف الجهوي وتكافؤ الفرص، بشكل يمكن طلاب المناطق البعيدة عن المدن الكبرى والأقطاب الاقتصادية من الحصول على نفس الفرص المتعلقة بالتكوين وولوج سوق الشغل.
كما أشار السيد ميراوي إلى أن توقيع اتفاقيات الشراكة الثلاث مع بورصة الدار البيضاء والاتحاد العالمي للبورصات ومعهد تشارترد للأوراق المالية والاستثمار يعكس الرغبة المشتركة في تعزيز مهارات الطلاب في مجال المالية وسوق البورصة، وذلك من خلال العديد من المبادرات، ولا سيما برامج التكوينات التي تمنح الشهادات لفائدة الطلاب والأساتذة الباحثين.
من جهته، أبرز السيد مقداد أن هذه الشراكات تؤكد التزام الوزارة بالتكوين والتوعية والترويج للمالية، كما أنها ستدعم دور بورصة الدار البيضاء في تكوين المواهب الشابة والتي تترسخ من خلال مدرسة البورصة.
وأضاف قائلا: “تعكس الاتفاقيات الموقعة اليوم تعبئة بورصة الدار البيضاء ومنظومتنا بأكملها لصالح تعزيز الثقافة المالية بالمغرب”، معربا، في هذا الصدد، عن طموحه في إرساء أسس خارطة طريق هيكلية لفائدة القطاع المالي وقطاع البورصة.
وفي نفس السياق، اعتبرت السيدة فيغرو أن الأمر يتعلق بخطوة مهمة تضفي زخما جديدا على هذه الشراكة، معربة عن سرورها بمنح معهد تشارترد للأوراق المالية والاستثمار، في إطار مذكرة التفاهم هذه، شهادة أساسيات الخدمات المالية التي ستحسن من المهارات التعليمية والقطاعية لكل طالب، مما سيعزز فرص تشغيلهم وآفاقهم المهنية عند دخولهم عالم الخدمات المالية المهنية المثير للاهتمام.