أولا- المقاومة المسلحة:1/- قاد احمد الهيبة حركة المقاومة جنوب المغرب:
انطلق احمد الهيبة بن الشيخ ماء العينين من تزنيت على رأس متطوعي قبائل الجنوب(الصحراوية و السوسية)التي إلتفت حوله، فاستطاع دخول مراكش ومنها اتجه شمالا حيث اصطدم بالجيش الفرنسي لكنه مني بهزيمة عسكرية في معركة" سيدي بوعثمان " 1912 نظرا لسوء التنظيم و تفوق العدو من حيث العدد و العدة، يضاف إلى ذلك خيانة القواد الكبار، فاضطر للتراجع نحو الجنوب و من هناك استمر في المقاومة إلى أن توفي سنة 1919 فخلفه أخوه مربيه ربه حيث استمر في مناوشة الاحتلال الإسباني في سيدي إيفني و الساقية الحمراء و واد الذهب إلى سنة 1934.
2/- تميزت مقاومة الأطلس بتعدد القيادات : انضمت مختلف قبائل الأطلس المتوسط إلى المقاومة حيث إلتفت حول موحا أو سعيد قائد القصيبة وموحا او حمو الزياني قائد خنيفرة، فشن موحا اوسعيد هجوما ته منذ سنة 1913على معسكرات الجيش الفرنسي في قصبة تادلة و تمكن من تطويق قوات الجنرال( مانجان) حيث ثم قتل عدد من الجنود الفرنسيين غير أن هذا الأخير سرعان ما انتقم لقواته بعدما أحرق القصيبة. أما موحا او حمو فقد تحالف مع كل من علي مهاوش و موحا اوسعيد فاستطاع سنة 1914 من الإنتصار على القوات الفرنسية في معركة" الهري" غير أن القوات الإستعمارية سرعان ما إسترجعت مدينة خنيفرة فاضطر موحا اوحمو للاعتصام بالجبال حيث إستمر في مقاومته للاحتلال إلى أن أستشهد والسلاح بيده سنة 1920. وفي الأطلس الكبير قامت قوات( الكَلاوي) بقيادة ضباط فرنسيين باحتلال تدريجي للأطلس الكبير الأوسط والشرقي حيث واجهتها مقاومة مسلحة خاصة في الأطلس الصغير تزعمها( زايد اوحمد بتودغا) و( عسو أوبسلام) بصاغرو، هذا الأخير الذي صمد في وجه القوات الفرنسية مستندا على قبائل آيت عطا .
3/- إنفردت المقاومة الريفية بدقة التنظيم: تزعم هذه المقاومة محمد بن عبد الكريم الخطابي (1963-1882) الذي كان رجلا عسكريا ممتازا ،تمتع بقدرة هائلة على التنظيم والتخطيط وذلك باعتبار تكوينه الثقافي المتمثل في دراسته بالقرويين وإسبانيا وإنتسابه إلى قبيلة بني ورياغل . وتعتبر معركة" أبران" في ماي 1921 من أولى معارك التحرير الريفية حيث حققت إنتصارا على القوات الإسبانية، وتلتها معركة" أنوال" في يوليوز 1921 والتي جاءت كرد فعل من طرف الإسبان ومحاولة للإنتقام ، غير أن القوات الريفية تمكنت من الانتصار على الجنرال الإسباني( سلفستر) مستعملة أسلوب المباغتة،فأسر عدد كبير من الإسبان ، وتراجعت قواتهم عن عدة ثغور كان قد ثم إحتلالها من قبل. بعد أن تيقنت إسبانيا من عدم جدوى مواجهة المقاومة الريفية بمفردها- خاصة بعد إلحاق هزائم متتالية بالجيش الفرنسي في واد ورغة – عمدت إلى التحالف مع فرنسا، فتم حشد قوات ضخمة فاقت 800.000 جندي واستعملت الدبابات و المدفعية و أسراب الطائرات ، ونظرا لتفوق العسكري الإستعماري من حيث الخبرة و العدد و العتاد استسلم الخطابي للفرنسيين حيث نفي إلى جزيرة" لارينيون".
ثانيا- الحركة الوطنية وتطور المقاومة السياسية:1/- ساهم الظهير البربري في انطلاق المقاومة السياسية:مثل صدور ظهير 16ماي 1930 المعروف ب" الظهير البربري " انطلاقة قوية لبداية المقاومة السياسية ، حيث استهدف الفصل بين العنصر العربي و العنصر البربري و تمثلت ردود الفعل في " عمليات التجمعات ببعض مساجد المغرب و كان ذلك بمسجدي القرويين و المسجد الأعظم بمدينة سلا..فما أن سلم الإمام بالمحراب حتى ذوى صوت جهوري بإسم الله اللطيف فتبعه بقية الحاضرين" ( الحسن بو عياد : الحركة الوطنية و الظهير البربري )فعمت المدن المغربية موجة واسعة من الإحتجاجات ضد سلطات الحماية، و تكثل الوطنيون في حركات و تنظيمات طالبت بالإصلاحات: * في منطقة النفوذ الفرنسي ( السلطانية) : ظهر أول تنظيم سياسي علني سنة1933 تحت إسم" كثلة العمل الوطني "برئاسة علال الفاسي و محمد بلحسن الوزاني و أحمد بلافريج ،فتقدم وفد عن هذه الكثلة إلى سلطات الحماية ببرنامج للإصلاح في دجنبر 1934 (مطالب الشعب المغربي) طالب فيه بغرس بنيات و أجهزة الدولة الحديثة في المجتمع المغربي( إلغاء الإدارة المباشرة /إقامة مؤسسات تمثيلية /إشراك المغاربة في ممارسة السلطة...) . كماأصدرت هذه الكثلة بعض الصحف" l' action du pueple " التي دعت إلى الإحتفال بأول" عيد للعرش "18 نوفمبر 1933 لتجمع بين مختلف السكان المغاربة حول رمز موحد . لم تستجب سلطات الحماية لمطالب الوطنيين إذ أقدمت على حجز الجرائد ومنع التنظيمات واعتقال الزعماء، وفي 1937 إنقسمت كتلة العمل الوطني إلى تيارين :(الحركة الوطنية لتحقيق الإصلاحات) بزعامة علال الفاسي (سلفي)، و(الحركة القومية) بزعامة محمد بلحسن الوزاني(ليبرالي)،ورغم إختلاف وجهات نظرهما استمرت الحركتان في مواجهة السلطات الإستعمارية. * في منطقة النفوذ الإسباني(الخليفية ) : شهدت مدينة تطوان سنة 1933 ظهور( حزب الإصلاح الوطني ) برئاسة عبد الخالق الطريس الذي أصبح يمارس نشاطه علنيا إبتداءا من سنة 1936 وتمكن من إصدار مجموعة من الصحف والمجلات باللغة العربية ( السلام/الريف / الأمة / الحياة ...) وقد قدم للسلطات الإسبانية مجموعة من المطالب منها إقامة مؤسسات تمثيلية وضمان حرية النشر والصحافة والإهتمام بالتعليم الأصيل ...وفي سنة 1937 تأسس( حزب الوحدة المغربية) برئاسة المكي الناصري وأصدر جريدة باللغة الإسبانية "unidad maroqui " دعا من خلالها إلى قيام وحدة بين الشمال والجنوب ونشر اللغة العربية.
2/- تطور العمل الوطني إلى المطالبة بالاستقلال : خلال بداية الأربعينات طرأت تحولات على الواقع الدولي والمغربي ساعدت الحركة السياسية المغربية على تطوير مواقفها إزاء السلطات الاستعمارية؛ إذ طالبت بالتحرر والاستقلال، خاصة بعد تطور البروليتاريا المغربية وتأسيس عمل نقابي والقيام بالإضراب مما عزز دور الحركة الوطنية. وفي يناير 1944 قدم رجال الحركة الوطنية'' وثيقة المطالبة بالاستقلال" إلى سلطات الحماية وإلى السلطان محمد الخامس الذي دافع عن مضمون الوثيقة أمام الإقامة العامة، والتي بادرت إلى نفيه والقيام بحملة اعتقالات واسعة في صفوف رجال الحركة الوطنية. وتعززت الحركة بظهور (حزب الشورى والاستقلال) 1946 بزعامة محمد بلحسن الوزاني، واتضح تضامن السلطان مع الحركة الوطنية من خلال زيارته التاريخية لطنجة في 9 أبريل 1947 والتي حاولت سلطات الحماية عرقلتها دون جدوى، فتزايد صداها على المستوى الدولي وشجعت المغرب على إصراره على الاستقلال، فلجأت الإقامة العامة إلى أسلوب المماطلة باستعمال أساليب مختلفة(العنف /الوعود المعسولة...).
ثالثا- استقلال المغرب واستكمال وحدته الترابية :1/- دخلت الحركة الوطنية مرحلة حاسمة لتحرير المغرب سنة 1953 : صعدت الإقامة العامة مع بداية الخمسينيات من سياستها الترهيبية ضد رجالات الحركة الوطنية خاصة المقيم العام (جوان) ثم (كَيوم) إذ ثم حضر الصحف والأحزاب المغربية. وعلى إثر اغتيال النقابي التونسي ''فرحات حشاد"اندلعت أحداث دامية في دجمبر 1952 ب(كاريير سنترال) فتزايدت أعمال العنف ضد سلطات الحماية، والتي بادرت إلى خلع محمد الخامس وتنصيب( محمد بن عرفة) ملكا للبلاد بتآمر مع القواد الكبار ورؤساء الطرق الدينية في غشت 1953، ولم تكتف بذلك بل نفت محمد الخامس وعائلته إلى( كورسيكا )ثم إلى( مدغشقر) فتقرر اعتماد أسلوب المقاومة المسلحة؛ وانطلقت عمليات فدائية مسلحة حاولت ضرب مصالح المعمرين وتصفية المتعاملين معهم، وهمت كلا من مدن: البيضاء/ واد زم/ خنيفرة/ سيدي قاسم / مكناس /خريبكَة...ومن أبرزها العمليات التي قادها (أسد تادلة)أحمد الحنصالي مابين 51-1953 ثم محاولة علال بن عبد الله إغتيال ابن عرفة في 11/09/1953.وكرد فعل قام المعمرون بتأسيس منظمة(الوجود الفرنسي) لمواجهة العمليات الفدائية، لكن ذلك لم يحد من تزايد عددها اذ أنجز الفدائيون ما بين 53-1954 حوالي 725 عملية، وثم إعدام عدد من زعماء المقاومة(حمان الفطواكي / محمد الزرقطوني...).ومع سنة 1955 تكون (جيش التحرير المغربي)انطلاقا من المنطقة الخليفية تحت إشراف الدكتور الخطيب وعبد الطيف بن جلون ، فاتخدوا من تطوان وطنجة نقطا لإنطلاق العمليات ضد الفرنسيين في المنطقة السلطانية .
2 /- تمكن المغرب من الحصول على إستقلاله و إستكمال وحدته الترابية: أمام تزايد العمل الفدائي و تخوف الإقامة العامة من إزدياد حدة ذلك خاصة مع إقتراب ذكرى نفي السلطان 20 غشت 1955 فتحت الحكومة الفرنسية في( أيكس ليبان )مفاوضات مع محمد الخامس و قادة الحركة الوطنية،إنتهت بتوقيع اتفاقية نصت على عودة السلطان إلى المغرب 16 نونبر 1955 . وفي مارس1956 ثم توقيع اتفاقية" مغربية –فرنسية" لإنهاء الحماية، وفي 17 أبريل صدر" برتوكول مشترك إسباني –مغربي" ألغى نظام الحماية الاسبانية بالشمال، ومع 29 أكتوبر ثم إلغاء" النظام الدولي" بطنجة. وفي إطار إستكما ل المغرب لوحدته الترابية إسترحع طرفاية في أبريل 1958 ثم سيدي إفني يونيو1969بعد مواجهات مع جيش التحرير ومفاوضات بين المغرب وفرنسا(وظلت القواعد العسكرية الفرنسية والاسبانية قائمة إلى سنة1961 والأمريكية إلى سنة 1963 )،وتحت إصرار المغرب على استرجاع الأقاليم الصحراوية وتعنت اسبانيا طرح المغرب قضيته على هيئة الأمم المتحدة في إطار( لجنة تصفية الاستعمار) منذ 1966،ثم طرحت المسألة على ( محكمة العدل الدولية) سنة1974 التي أكدت على الروابط التاريخية بين السكان والعرش.وأمام مماطلة اسبانيا أعلن الحسن الثاني في أكتوبر1975 عن تنظيم" مسيرة خضراء" عجلت بفتح مفاوضات بين المغرب واسبانيا أسفرت عن انسحاب اسبانيا قبل 28فبراير1978 واحتفاظ موريطانيا بوادي الذهب لكنها تخلت عنه 1979 فاسترجعه المغرب.
خاتمة :تمكن المغرب من استرجاع استقلاله بفعل المقاومة والتلاحم بين الشعب والعرش طيلة مرحلة الحماية كما ثم استكمال وحدته الترابية.
أولا- المقاومة المسلحة:1/- قاد احمد الهيبة حركة المقاومة جنوب المغرب:
انطلق احمد الهيبة بن الشيخ ماء العينين من تزنيت على رأس متطوعي قبائل الجنوب(الصحراوية و السوسية)التي إلتفت حوله، فاستطاع دخول مراكش ومنها اتجه شمالا حيث اصطدم بالجيش الفرنسي لكنه مني بهزيمة عسكرية في معركة" سيدي بوعثمان " 1912 نظرا لسوء التنظيم و تفوق العدو من حيث العدد و العدة، يضاف إلى ذلك خيانة القواد الكبار، فاضطر للتراجع نحو الجنوب و من هناك استمر في المقاومة إلى أن توفي سنة 1919 فخلفه أخوه مربيه ربه حيث استمر في مناوشة الاحتلال الإسباني في سيدي إيفني و الساقية الحمراء و واد الذهب إلى سنة 1934.
2/- تميزت مقاومة الأطلس بتعدد القيادات : انضمت مختلف قبائل الأطلس المتوسط إلى المقاومة حيث إلتفت حول موحا أو سعيد قائد القصيبة وموحا او حمو الزياني قائد خنيفرة، فشن موحا اوسعيد هجوما ته منذ سنة 1913على معسكرات الجيش الفرنسي في قصبة تادلة و تمكن من تطويق قوات الجنرال( مانجان) حيث ثم قتل عدد من الجنود الفرنسيين غير أن هذا الأخير سرعان ما انتقم لقواته بعدما أحرق القصيبة. أما موحا او حمو فقد تحالف مع كل من علي مهاوش و موحا اوسعيد فاستطاع سنة 1914 من الإنتصار على القوات الفرنسية في معركة" الهري" غير أن القوات الإستعمارية سرعان ما إسترجعت مدينة خنيفرة فاضطر موحا اوحمو للاعتصام بالجبال حيث إستمر في مقاومته للاحتلال إلى أن أستشهد والسلاح بيده سنة 1920. وفي الأطلس الكبير قامت قوات( الكَلاوي) بقيادة ضباط فرنسيين باحتلال تدريجي للأطلس الكبير الأوسط والشرقي حيث واجهتها مقاومة مسلحة خاصة في الأطلس الصغير تزعمها( زايد اوحمد بتودغا) و( عسو أوبسلام) بصاغرو، هذا الأخير الذي صمد في وجه القوات الفرنسية مستندا على قبائل آيت عطا .
3/- إنفردت المقاومة الريفية بدقة التنظيم: تزعم هذه المقاومة محمد بن عبد الكريم الخطابي (1963-1882) الذي كان رجلا عسكريا ممتازا ،تمتع بقدرة هائلة على التنظيم والتخطيط وذلك باعتبار تكوينه الثقافي المتمثل في دراسته بالقرويين وإسبانيا وإنتسابه إلى قبيلة بني ورياغل . وتعتبر معركة" أبران" في ماي 1921 من أولى معارك التحرير الريفية حيث حققت إنتصارا على القوات الإسبانية، وتلتها معركة" أنوال" في يوليوز 1921 والتي جاءت كرد فعل من طرف الإسبان ومحاولة للإنتقام ، غير أن القوات الريفية تمكنت من الانتصار على الجنرال الإسباني( سلفستر) مستعملة أسلوب المباغتة،فأسر عدد كبير من الإسبان ، وتراجعت قواتهم عن عدة ثغور كان قد ثم إحتلالها من قبل. بعد أن تيقنت إسبانيا من عدم جدوى مواجهة المقاومة الريفية بمفردها- خاصة بعد إلحاق هزائم متتالية بالجيش الفرنسي في واد ورغة – عمدت إلى التحالف مع فرنسا، فتم حشد قوات ضخمة فاقت 800.000 جندي واستعملت الدبابات و المدفعية و أسراب الطائرات ، ونظرا لتفوق العسكري الإستعماري من حيث الخبرة و العدد و العتاد استسلم الخطابي للفرنسيين حيث نفي إلى جزيرة" لارينيون".
ثانيا- الحركة الوطنية وتطور المقاومة السياسية:1/- ساهم الظهير البربري في انطلاق المقاومة السياسية:مثل صدور ظهير 16ماي 1930 المعروف ب" الظهير البربري " انطلاقة قوية لبداية المقاومة السياسية ، حيث استهدف الفصل بين العنصر العربي و العنصر البربري و تمثلت ردود الفعل في " عمليات التجمعات ببعض مساجد المغرب و كان ذلك بمسجدي القرويين و المسجد الأعظم بمدينة سلا..فما أن سلم الإمام بالمحراب حتى ذوى صوت جهوري بإسم الله اللطيف فتبعه بقية الحاضرين" ( الحسن بو عياد : الحركة الوطنية و الظهير البربري )فعمت المدن المغربية موجة واسعة من الإحتجاجات ضد سلطات الحماية، و تكثل الوطنيون في حركات و تنظيمات طالبت بالإصلاحات: * في منطقة النفوذ الفرنسي ( السلطانية) : ظهر أول تنظيم سياسي علني سنة1933 تحت إسم" كثلة العمل الوطني "برئاسة علال الفاسي و محمد بلحسن الوزاني و أحمد بلافريج ،فتقدم وفد عن هذه الكثلة إلى سلطات الحماية ببرنامج للإصلاح في دجنبر 1934 (مطالب الشعب المغربي) طالب فيه بغرس بنيات و أجهزة الدولة الحديثة في المجتمع المغربي( إلغاء الإدارة المباشرة /إقامة مؤسسات تمثيلية /إشراك المغاربة في ممارسة السلطة...) . كماأصدرت هذه الكثلة بعض الصحف" l' action du pueple " التي دعت إلى الإحتفال بأول" عيد للعرش "18 نوفمبر 1933 لتجمع بين مختلف السكان المغاربة حول رمز موحد . لم تستجب سلطات الحماية لمطالب الوطنيين إذ أقدمت على حجز الجرائد ومنع التنظيمات واعتقال الزعماء، وفي 1937 إنقسمت كتلة العمل الوطني إلى تيارين :(الحركة الوطنية لتحقيق الإصلاحات) بزعامة علال الفاسي (سلفي)، و(الحركة القومية) بزعامة محمد بلحسن الوزاني(ليبرالي)،ورغم إختلاف وجهات نظرهما استمرت الحركتان في مواجهة السلطات الإستعمارية. * في منطقة النفوذ الإسباني(الخليفية ) : شهدت مدينة تطوان سنة 1933 ظهور( حزب الإصلاح الوطني ) برئاسة عبد الخالق الطريس الذي أصبح يمارس نشاطه علنيا إبتداءا من سنة 1936 وتمكن من إصدار مجموعة من الصحف والمجلات باللغة العربية ( السلام/الريف / الأمة / الحياة ...) وقد قدم للسلطات الإسبانية مجموعة من المطالب منها إقامة مؤسسات تمثيلية وضمان حرية النشر والصحافة والإهتمام بالتعليم الأصيل ...وفي سنة 1937 تأسس( حزب الوحدة المغربية) برئاسة المكي الناصري وأصدر جريدة باللغة الإسبانية "unidad maroqui " دعا من خلالها إلى قيام وحدة بين الشمال والجنوب ونشر اللغة العربية.
2/- تطور العمل الوطني إلى المطالبة بالاستقلال : خلال بداية الأربعينات طرأت تحولات على الواقع الدولي والمغربي ساعدت الحركة السياسية المغربية على تطوير مواقفها إزاء السلطات الاستعمارية؛ إذ طالبت بالتحرر والاستقلال، خاصة بعد تطور البروليتاريا المغربية وتأسيس عمل نقابي والقيام بالإضراب مما عزز دور الحركة الوطنية. وفي يناير 1944 قدم رجال الحركة الوطنية'' وثيقة المطالبة بالاستقلال" إلى سلطات الحماية وإلى السلطان محمد الخامس الذي دافع عن مضمون الوثيقة أمام الإقامة العامة، والتي بادرت إلى نفيه والقيام بحملة اعتقالات واسعة في صفوف رجال الحركة الوطنية. وتعززت الحركة بظهور (حزب الشورى والاستقلال) 1946 بزعامة محمد بلحسن الوزاني، واتضح تضامن السلطان مع الحركة الوطنية من خلال زيارته التاريخية لطنجة في 9 أبريل 1947 والتي حاولت سلطات الحماية عرقلتها دون جدوى، فتزايد صداها على المستوى الدولي وشجعت المغرب على إصراره على الاستقلال، فلجأت الإقامة العامة إلى أسلوب المماطلة باستعمال أساليب مختلفة(العنف /الوعود المعسولة...).
ثالثا- استقلال المغرب واستكمال وحدته الترابية :1/- دخلت الحركة الوطنية مرحلة حاسمة لتحرير المغرب سنة 1953 : صعدت الإقامة العامة مع بداية الخمسينيات من سياستها الترهيبية ضد رجالات الحركة الوطنية خاصة المقيم العام (جوان) ثم (كَيوم) إذ ثم حضر الصحف والأحزاب المغربية. وعلى إثر اغتيال النقابي التونسي ''فرحات حشاد"اندلعت أحداث دامية في دجمبر 1952 ب(كاريير سنترال) فتزايدت أعمال العنف ضد سلطات الحماية، والتي بادرت إلى خلع محمد الخامس وتنصيب( محمد بن عرفة) ملكا للبلاد بتآمر مع القواد الكبار ورؤساء الطرق الدينية في غشت 1953، ولم تكتف بذلك بل نفت محمد الخامس وعائلته إلى( كورسيكا )ثم إلى( مدغشقر) فتقرر اعتماد أسلوب المقاومة المسلحة؛ وانطلقت عمليات فدائية مسلحة حاولت ضرب مصالح المعمرين وتصفية المتعاملين معهم، وهمت كلا من مدن: البيضاء/ واد زم/ خنيفرة/ سيدي قاسم / مكناس /خريبكَة...ومن أبرزها العمليات التي قادها (أسد تادلة)أحمد الحنصالي مابين 51-1953 ثم محاولة علال بن عبد الله إغتيال ابن عرفة في 11/09/1953.وكرد فعل قام المعمرون بتأسيس منظمة(الوجود الفرنسي) لمواجهة العمليات الفدائية، لكن ذلك لم يحد من تزايد عددها اذ أنجز الفدائيون ما بين 53-1954 حوالي 725 عملية، وثم إعدام عدد من زعماء المقاومة(حمان الفطواكي / محمد الزرقطوني...).ومع سنة 1955 تكون (جيش التحرير المغربي)انطلاقا من المنطقة الخليفية تحت إشراف الدكتور الخطيب وعبد الطيف بن جلون ، فاتخدوا من تطوان وطنجة نقطا لإنطلاق العمليات ضد الفرنسيين في المنطقة السلطانية .
2 /- تمكن المغرب من الحصول على إستقلاله و إستكمال وحدته الترابية: أمام تزايد العمل الفدائي و تخوف الإقامة العامة من إزدياد حدة ذلك خاصة مع إقتراب ذكرى نفي السلطان 20 غشت 1955 فتحت الحكومة الفرنسية في( أيكس ليبان )مفاوضات مع محمد الخامس و قادة الحركة الوطنية،إنتهت بتوقيع اتفاقية نصت على عودة السلطان إلى المغرب 16 نونبر 1955 . وفي مارس1956 ثم توقيع اتفاقية" مغربية –فرنسية" لإنهاء الحماية، وفي 17 أبريل صدر" برتوكول مشترك إسباني –مغربي" ألغى نظام الحماية الاسبانية بالشمال، ومع 29 أكتوبر ثم إلغاء" النظام الدولي" بطنجة. وفي إطار إستكما ل المغرب لوحدته الترابية إسترحع طرفاية في أبريل 1958 ثم سيدي إفني يونيو1969بعد مواجهات مع جيش التحرير ومفاوضات بين المغرب وفرنسا(وظلت القواعد العسكرية الفرنسية والاسبانية قائمة إلى سنة1961 والأمريكية إلى سنة 1963 )،وتحت إصرار المغرب على استرجاع الأقاليم الصحراوية وتعنت اسبانيا طرح المغرب قضيته على هيئة الأمم المتحدة في إطار( لجنة تصفية الاستعمار) منذ 1966،ثم طرحت المسألة على ( محكمة العدل الدولية) سنة1974 التي أكدت على الروابط التاريخية بين السكان والعرش.وأمام مماطلة اسبانيا أعلن الحسن الثاني في أكتوبر1975 عن تنظيم" مسيرة خضراء" عجلت بفتح مفاوضات بين المغرب واسبانيا أسفرت عن انسحاب اسبانيا قبل 28فبراير1978 واحتفاظ موريطانيا بوادي الذهب لكنها تخلت عنه 1979 فاسترجعه المغرب.
خاتمة :تمكن المغرب من استرجاع استقلاله بفعل المقاومة والتلاحم بين الشعب والعرش طيلة مرحلة الحماية كما ثم استكمال وحدته الترابية.