تحدثت صحف إلكترونية مغربية عن خبر إلغاء مجانية التعليم في مؤسسات الدولة، وذالك بعد أن عقد المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي دورته التاسعة يوم 23 مارس 2016 بمقرأكاديمية المملكة المغربية بالرباط، تحت رئاسة السيد عمرعزيمان، رئيس المجلس
يجدرالتذكير بأن المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي تأسيسه في سنة 2014 ويهتم بإبداءالرأي في قضايا التعليم التي يحيلهاعليه الملك والحكومة،وفي القوانين التي يدرسها البرلمان والحكومة، زيادة على ذالك يهتم المجلس بإنجازدراسات وأبحاث تهم التربية والتكوين. يهتم المجلس أيضا بتقييم البرامج والإستراتيجيات المتعلقة بقطاع التعليم في المغرب، إذن دورالمجلس لايتعدى كونه يقدم الدراسات ويعد التقارير، ولايسن القوانين كيفما كان نوعها
لحدالآن ليس هناك أي قرار رسمي بالتخلي عن مجانية التعليم في المغرب ، تمة إثارة الموضوع في الصحافة، لإنه في هذه الدورة التاسعة للمجلس تمت مناقشة الخلاصات الأولية للدراسة الجاري إنجازهاحول تمويل المنظومة التربوية، والتي يشرف المجلس على إعدادها، ركزت بالخصوص على “تعبئة الموارد” و”تنويع مصادرتمويل المنظومة”، قرربعد ذالك تعميق وتدقيق هذه الدراسة،
إذن لايتعلق الأمربقرار وزاري أومشروع قانون لدى الحكومة، بل هي مجرد دراسةفي طور التنفيذ و ستخضع للنقاش في الدورة المقبلة للمجلس
هل المغرب في الطريق إلى رفع المجانيةعن التعليم؟
في الوضع الراهن وآخذين بعين الإعتبارالوضعية المزرية للمدرسةالمغربية، يمكن أن يتم اللجوء لهذاالإختيارلأنه يفرض معايير الجودة ويوفر ظروف جد ملائمة للتعلم والتكوين ، الشيء الذي أصبح مستحيلا مع الوضع الحالي لأغلب المدارس والجامعات المغربية
ولكن أول ما يتبادر إلى الذهن هو السؤال التالي “هل باستطاعة كل العائلات المغربية دفع ثمن تمدرس أبناءها؟” والجواب لن يكون سهلا نظرا للفروقات المجتمعية الصارخة، رغم ذالك فنجاح القطاع الخاص دليل على فقدان الأسرةالمغربية الأمل في جودة أغلب مؤسسات التعليم العام في جميع مستوياته
في حالة التخلي عن مجانية التعليم، سيتحتم على الحكومة أن تضع آليات مراقبة وتحديد المستفيدين من المجانية، عبرنظام المنحة والإستحقاق. علما أن نظام توزيع المنحة الجامعية الحالي في المغرب لايخلو من الإختلالات حيث أن عددا من الطلبة الممنوحين ينتمون للطبقة المتوسطة وليس هناك أي تحفيز للطلبة المتفوقين والرياضيين والمبدعين، هذه ٱختلالات يجب أن تتم معالجتها قبل الحديث عن رفع المجانية
سر نجاح النظام التعليمي الأمريكي
مؤسسات التعليم العالي الأمريكية من أغلى المؤسسات في العالم حيت يصل متوسط تكلفة التمدرس أكثرمن 15 مليون سنتيم سنويا؛ وتصل إلى 60 مليون سنتيم بالنسبة لجامعةهارفرد الشهيرة ! ولكن من جهة أخرى ، أكثرمن 80 في المائة من الطلبة في الجامعات الأمريكية يحصلون على منح تغطي جزءا أو كل مصاريف التمدرس
مصدرهذه المنح يكون غالبا من مؤسسات ومنظمات تهتم بالتربية والتكوين وبدورها تحصل على التمويل من الأغنياء والشركات الكبرى. نظام ضخم ومعقد كان أساس قيام أقوى دولة في العالم المعاصر
إذن المجانية لا تضمن رقي وتطورالنظام التعليمي،ولكن في نفس الوقت خصوصيات المغرب (الهشاشة وفقدان الثقة في المدرسة العمومية) يجعلان من رفع المجانية مهمة صعبة وستستاج وقتا أطول
في ٱنتظار ذالك، تبقى مؤسسات الدولة ذات أهمية قصوى ولا يمكن حرمان أي مواطن مغربي من تلقي تعليمه في هذه المؤسسات