دعا وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، السيد سعيد أمزازي، يوم الثلاثاء، إلى دعم وتعزيز الوعي بريادة الأعمال من أجل تعزيز فرص تشغيل الشباب. وكان الوزير يتحدث عبر تقنية التناظر المرئي في افتتاح اللقاء الدولي الختامي لمشروع “هيكلة ومواكبة ريادة الأعمال لدى الطلبة بالمغرب العربي” (سليم)، وهو مشروع تشرف على تنسيقه الوكالة الجامعية للفرونكوفونية ويمول بكيفية مشتركة من قبل الاتحاد الأوروبي، سعيا إلى تعزيز روح المقاولة لدى الطلبة.
وأكد السيد أمزازي أن تكوين الشباب ودعم قابليتهم للتوظيف، يوجد في صميم النقاش العمومي عبر العالم، بينما تسائلنا أزمة التعليم العالي، التي أضحت عالمية، “كل يوم من دون توقف، عن نماذج التكوين لدينا، التي لا تتكيف بما يكفي مع حقائق عالم الشغل”. وسجل الوزير خلال هذا اللقاء، الذي عرف مشاركة ألفة بن عودة، وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي بتونس، وسليم خلبوس، عميد الوكالة الجامعية للفرونكفونية، أن عدد خريجي الجامعات يتزايد في جميع أنحاء العالم بـ “كيفية استثنائية ومتسارعة”، بينما يتيح سوق الشغل الذي يتميز بتقلبات غير مسبوقة، مناصب عمل أقل، في حين أن حاجياته من حيث المؤهلات الذاتية تتزايد.
ومن وجهة نظره، واعتبارا لما يشكله شبح البطالة المتعاظم بالنسبة للجامعات اليوم، لم يعد من الممكن تناول التحسيس والمصاحبة في ريادة الأعمال كخيار بسيط ضمن خيارات أخرى، لكنه أضحى “ضروريا” تماما، مضيفا أنه وفق هذه الرؤية انبثق مشروع “سليم” وانطلق بكل من المغرب وتونس.
وذكر السيد أمزازي في هذا السياق بأن الجامعات المغربية نفذت في السنوات الأخيرة العديد من الإجراءات، عبر إحداث عدد من الدورات التكوينية والوحدات المخصصة للمقاولة، وإبرام العديد من الشراكات مع فاعلين اجتماعيين واقتصاديين، والمنظمات الدولية، وإنشاء مراكز لريادة الأعمال وحاضنات في جميع الجامعات تقريبا.
وأضاف أن الوزارة عملت بدورها على وضع النظام الوطني للطالب المقاول، من خلال دورية وزارية أصدرت في متم العام 2018، والتي مكنت من تشكيل أداة ميسرة تتيح للطالب نسج علاقات مع مختلف الفاعلين في عالم المقاولة، كما هو الشأن بالنسبة للأبناك، الموردين والزبناء.
وأوضح الوزير أنه بعد عامين من إصدار هذه الدورية، حاز أزيد من 460 طالبا وضع النظام الوطني للطالب المقاول، وأكثر من 1000 جرت مصاحبتهم في الجهتين الرائدتين، وهما جامعة محمد الخامس وجامعة الحسن الثاني، مسجلا أن القانون الإطار 17-51 المتعلق بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي يحفز المقاولة ويشجع على اتخاذ المزيد من التدابير التي تتيح تطوير ملكات ريادة الأعمال لدى الطلبة المغاربة. وحسب منظمي هذا اللقاء، فقد تم إطلاق مشروع “سليم”، الذي تشرف على تنسيقه الوكالة الجامعية للفرونكوفونية، ويشارك في تمويله الاتحاد الأوروبي بمبلغ 750 ألف يورو، في العام 2017 وسينتهي في أكتوبر 2021.
ووفقا للوكالة الجامعية للفرونكوفونية، فإن هذا المشروع الذي يروم تحفيز ريادة الأعمال لدى الطلبة، مكن من إحداث النظام الوطني للطالب المقاول بالمغرب سنة 2018 وفي تونس سنة 2019. وفي المجموع، تمت مصاحبة ما مجموعه 1224 طالبا-مقاولا، بما في ذلك 870 طالبة، خلال السنتين الجامعيتين 2018-2019 و2019-2020.
ومع “سليم”، انخرطت الوكالة الجامعية للفرونكوفونية في تفعيل ريادة الأعمال الطلابية بكل من المغرب وتونس، من خلال إنشاء نظام وطني للطالب المقاول وأقطاب لمصاحبة الطلبة المقاولين في أربعة مدن رائدة (الرباط، الدار البيضاء، تونس-قرطاج وصفاقس)، بشراكة مع وكالات التوظيف والفاعلين الاقتصاديين.
ومن خلال هذا اللقاء الذي يستمر أربعة أيام، يتمثل الهدف المزدوج للوكالة الجامعية للفرونكوفونية في عرض حصيلة هذا المشروع التجريبي، بعد نحو 4 سنوات من التنفيذ، وتسطير إمكانيات نقله ونشر النتائج في اتجاه بلدان الأخرى مهتمة بالتأسيس، ضمن منظومات التعليم العالي، لنظام وطني للطالب المقاول و/أو أقطاب للدعم، مع أخذ السياقات بعين الاعتبار، لاسيما في الجزائر، بنين، بوركينا فاسو، الكاميرون، الكونغو برازافيل، كوبا، الغابون، هايتي، موريشيوس، موريتانيا، السنغال، تشاد وتوغو. وسيضم هذا اللقاء، الذي يعقد بشكل كامل عن بعد، ممثلين عن وزارات التعليم العالي من عدة دول، ومسؤولين رفيعي المستوى من مؤسسات التعليم العالي والبحث والوكالات الوطنية للتشغيل. ويتمثل الهدف في التفكير في آفاق قابلية نقل وتعميم نتائج مشروع “سليم” على بلدان أخرى.