جهة بني ملال-خنيفرة تحتضن أولى المناظرات الجهوية للمخطط الوطني لتسريع تحول منظومة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار في أفق 2030
انطلقت نهاية الأسبوع الماضي ببني ملال أولى المناظرات الجهوية ال12 للمخطط الوطني لتسريع تحول منظومة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار في أفق 2030 (ESRI PACTE 2030)، بمبادرة من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار وجامعة السلطان مولاي سليمان.
وتندرج هذه المناظرات الجهوية في إطار رغبة الوزارة الوصية في تزويد المملكة بجامعة حديثة ومستدامة تلائم حاجيات الطلبة والجهات.
ويستمد المخطط الوطني لتسريع تحول منظومة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار في أفق 2030 جوهره من أولويات النموذج التنموي الجديد ويرتكز على مبادئه التأسيسية. كما يهدف إلى ترجمة أولويات البرنامج الحكومي فيما يخص تطوير الرأسمال البشري إلى تدابير عملية بغية تسريع إندماج المغرب في مجتمع المعرفة.
ويكتسي هذا الحدث، الذي سيترأسه وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، عبد اللطيف ميراوي، أهمية بالغة، بالنظر لكونه يرتكز على ست قيم قوية لإرساء نموذج جامعي فعال، ويتعلق الأمر بالتميز والانفتاح والشفافية والقدرة على التأقلم عبر التمكين والأخلاقيات والإنصاف وتكافؤ الفرص في الجامعة المغربية.
ويمثل هذا المخطط إسقاطا لمستقبل بلد لا يمكن أن يحقق الإشعاع دون أجيال من الأكاديميين القادرين على مواجهة تحديات المستقبل وتقديم حلول مبتكرة لقضايا المناخ والصحة وغيرها.
وقد اختارت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار نهج مقاربة تشاركية وتدريجية في الإعداد لهذا المخطط الوطني لتسريع تحول المنظومة، بالنظر إلى أن هذا الاختيار لا يمكن أن يؤتي ثماره إلا من خلال إرساء مناخ من الثقة والتقارب داخل الجامعة ومنظومتها.
وفي هذا السياق، أحدثت جامعة السلطان مولاي سليمان، منذ يناير 2022 ، أربع لجان رئيسية، مكلفة بمضاعفة جلسات الاستماع والتشاور والتبادل سواء على الصعيد الداخلي (مع الأساتذة الباحثين والأطر الإدارية والطلبة) أو الخارجي (الفاعلين المؤسساتيين والاقتصاديين وهيئات المجتمع المدني على الصعيدين الوطني والجهوي).
وهكذا فإن أي محاولة للإصلاح لا يمكن أن تكلل بالنجاح دون تآزر بين الجامعة والفاعلين المؤسساتيين والاقتصاديين وهيئات المجتمع المدني، لأن كل هذه الأطراف تساهم في التنمية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية للجهات.
ويطرح المخطط الوطني لتسريع تحول منظومة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار في أفق 2030، في هذا السياق، مجموعة من التحديات التي سيتعين على جامعة السلطان مولاي سليمان وجهة بني ملال خنيفرة رفعها أولا. ويتعلق الأمر بتحديات استراتيجية بالدرجة الأولى، لأنها تسعى إلى تسريع التنمية والتحول المستدام لمنظومة التعليم العالي والبحث العلمي و الابتكار.
ومن أجل هذه الغاية سيتم تنظيم أربع موائد مستديرة حول أربعة مواضيع تتقاطع باستمرار وتشمل الإدماج الترابي والتنمية المندمجة؛ والشمول الاقتصادي والتنافسية؛ والشمول الاجتماعي والمستدام والتميز الأكاديمي والعلمي.
وتجدر الإشارة إلى أنه في ختام هذه الموائد المستديرة والمناقشات، سيتم التوقيع على عدد من الاتفاقيات والشراكات بين جامعة السلطان مولاي سليمان وجهة بني ملال خنيفرة والفاعلين المؤسساتيين والاقتصاديين بالجهة.
إطلاق جلسات الإنصات والمشاورة من أجل بلورة المخطط الوطني لتسريع تحول منظومة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار
من أجل إرساء دينامية جديدة كفيلة بالرفع من جودة ونجاعة منظومة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار وجعلها دعامة لتسريع وتيرة التنمية في بلادنا، تعلن الوزارة عن إطلاق المخطط الوطني لتسريع تحول منظومة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار (PACTE ESRI 2030).
ويكتسي هذا المخطط بعدا استراتيجيا وطابعا عمليا صرفا، يستمد جوهره من التوجيهات الإستراتيجية للنموذج التنموي الجديد ويهدف إلى ترجمة أولويات البرنامج الحكومي، خصوصا في شقه المتعلق بتطوير الرأسمال البشري، إلى تدابير عملية بغية تسريع اندماج المغرب في مجتمع المعرفة.
يستند هذا المخطط الوطني على منظومة متجانسة من القيم، بمقدورها تعبئة جميع الفاعليين ودعم التفافهم حول رؤية مشتركة. وتتمحور هذه القيم حول الشفافية والأخلاقيات والتميز والقدرة على الصمود من خلال التكوين والإنصاف وتكافؤ الفرص بالإضافة إلى الانفتاح.
كما يهدف هذا المخطط إلى إرساء نموذج جديد للجامعة المغربية، يرتكز على أربعة محاور مهيكلة تتمثل في اصلاح بيداغوجي شامل و مندمج، أسس بحث علمي بمعايير دولية، منظومة حكامة ناجعة وفعالة، دور محوري للمجالات الترابية من حيث الابتكار وخلق القيمة المضافة على المستوى الاقتصادي والاجتماعي و البيئي.
وقد تم تحديد ثلاث رافعات لأجرأة هذا المخطط الوطني والتي سيتم تدارسها بشكل معمق، تشمل بالتحديد التحول الرقمي، ملاءمة الإطار القانوني والتنظيمي بالإضافة إلى تعزيز الشراكات وفرص التعاون على المستويين الوطني والدولي.
ووعيا منها بالرهانات والتحديات التي يشكلها هذا الورش بالغ الأهمية، ارتأت الوزارة ضرورة اعتماد مقاربة تشاركية واسعة النطاق من أجل تعبئة الذكاء الجماعي، من خلال إشراك جميع الأطراف المعنية داخل الجامعة والقوى الحية على المستوى الإقليمي، بما في ذلك الجماعات الترابية و الفاعلين الاقتصاديين وفعاليات المجتمع المدني.
إن مختلف جلسات الانصات والمشاورة المبرمجة خلال شهر فبراير على مستوى الجامعات ستشكل نقطة انطلاق المناظرات الجهوية المزمع تنظيمها في شهر مارس 2022 بكافة جهات المملكة ، بحضور السيد وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، عبد اللطيف ميراوي.
على إثر هذه المناظرات الجهوية، سيتم اعداد تقرير تركيبي عام يتضمن التوصيات الرئيسية المنبثقة عن الجلسات التشاورية مع كافة الأطراف. وسيعرض هذا التقرير للمداولة والنقاش خلال المناظرات الوطنية. وستشكل هذه الأخيرة حدثا بارزا يؤشر على الإطلاق الفعلي للمخطط الوطني لتسريع تحول منظومة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار (PACTE ESRI 2030).
من أجل مواكبة عملية البناء المشترك، أحدثت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار ثلاث منصات:
- بوابة إلكترونية تتضمن الخطوط العريضة للمخطط الوطني لتسريع تـحول منظومة التعليم العـالـي والبحث العلمي والابتكار: https://pactesri.enssup.gov.ma
- منصة مفتوحة في وجه الجامعات مخصصة لترصيد تقارير ورشات العمل والملخصات التركيبية المتعلقة بكل جهة: https://pactesri.enssup.gov.ma/admin
- منصة استشارية على الموقع المخصص للمخطط، مفتوحة في وجه الطلبة، يمكن الولوج إليها عبر إدخال رمز مسار: https://pactesri.enssup.gov.ma/etudiants